قائمة حصر التراث الثقافي غير المادي السوداني

يعتبر الشاي من أكثر المشروبات الساخنة تداولاً في السودان، والأوفر حظاً في المدح والإطراء من بقية المشروبات، خاصة في غرب السودان (دارفور وكردفان) حيث أصبح الشاي جزءاً أساسياً من حياة الناس، وقد  أقاموا له مجالس أُنس غنائية عرفت بمجالس البرامكة يتم فيها مدح(مشكار) الشاي و التغني بالقيم الفاضلة، والبرمكة تعني الكرم، وهي لفظ فارسي معناه  الشخص الذي يوقد النار لإكرام الضيف، ويرجع تاريخهم إلى العصر العباسي حيث اشتهر منهم يحي البرمكة الذي كان وزيراً لهارون الرشيد.                                                                     

تكوين مجلس البرامكة:

أهداف مجلس البرامكة:

يعقد مجلس البرامكة ليس لشرب الشاي(الشاهي) لذاته و إنما الغرض الأساسي هو التواصل الاجتماعي، حيث توجد أربعة حالات لإنعقاد المجلس وهي:

1/  مجلس السمر أو الإنبساط(ونسة).

2/  مجلس المساعي الحميدة (الصلح)

 3/ مجلس محاكمة.

4 / مجلس فرح (احتفال) – مناسبة كبيرة.

الاغراض الشعرية في المجلس:

• يمدح شعراء البرامكة الرجال العظماء، والكرماء أصحاب الشهامة والمروءة والبطولات التاريخية، والنساء العفيفات (الفنجريات) الصائنات أنفسهن والمحافظات على أعراف مجتمعهن، ويذمون (الخنبات) القافزات فوق حواجز العادات والتقاليد.

نظم وقوانين المجلس:

     لمجالس البرامكة نظم وقوانين في شرب الشاي، وأنماط سلوك تحكم مجلسهم، وكل من يخرج عن دائرة تلكم القوانين يعقد له مجلس محاكمة رادعة ، أي أنه لا يحق لأي عضو من أعضاء المجلس تجاوزها بأي حال من الأحوال وفي حال فعل يحاكم وفقا لنظام قضائي شعبي تصل عقوباته حد نبذ المجتمع له، فمثلاً يحرم البرامكة على أعضائهم أكل الطعام في الأسواق خاصة النساء، ولبس الملابس المتسخة، والوجود في الأماكن غير اللائقة بالرجل المسؤول، أو الأماكن التي تدور حولها الشبهات، ومن أميز ما يميز البرامكة إحترامهم للنساء وكبار السن والأطفال.

 يقول رئيس البرامكة الطاهر السوار نائب مدير مدراء البرامكة بجنوب دارفور أن هنالك (46) قضية يتم النظر فيها في مجلس البرامكة منها (20) مخالفة داخل المجلس و (26) مخالفة خارج المجلس، حيث يتم إستدعاء المتهم من خارج المجلس  للمثول أمام البرامكة في مجلسهم.                                                                        

نماذج من شعر/ مشكار الشاي/الشاهي:

أحد شعراء  البرامكة في مشكار الشاهي: يقول  
أسموا الشاهي أبو شعيرا
أنا سميتك أب صاموت
أب شراباً شوووووت
رباط مسامير الراس نباه العروق
أنحنا نشربك من بداية الدنيا
لحدي ما أرواحنا دي تفوت
مادحاً الشاي، معدداً مناطق انتشار مجالسه جغرافياً: و يقول آخر من  برامكة برام الكلكة

الشاي أب هبهان
مشروب عيال هبان
ومشروب الضيفان
رمز الكرم في وطنا السودان
مجمع الحبان ومرتع الإخوان
في دار فورنا العزيزة
والشقيقة كردفان
ودائماً ما يذم الشعراء البرامكة (الكماكلة و يصفونهم الجبن و البخل:
رئيسنا السوداني قرارا صدر
ومولانا القاضي بقلما أشّر بالخط الأحمر
أنحنا معاهم في خصام لمن المسيح يظهر  الكماكلة

الكماكلة نجوس في الدرك الأسفل.

ويوصف (الشاهي) من قبل البرامكة بأنه:

(1)

حمر  الدلمي كمل لي

عيال بقري و غنمي

(2)

الشربة المخصوصة

يحبوها الفناجرة

ويكرهوها النحوسة

تبسط الحزنان ولو ماتت عروسه

(3)

جبار الخواطر و صفار الفواطر

لا بشبع جيعان و لا بسمن الباطل

(4)

وشباط أحمر قندول

أم نباط  و لا بتلحس

ولا بنصاط

امة الكباية وأبوك البراد.

(5)

كن شفت أحمر تقول بى دما

وكن شفتا أسود تقول بى سما

وكن رشف منا رشفتين

فرق ليك همك

نماذج من الأغاني  في مجلس الشاي:

دائماً ما يبدأ مجلس الشاي بأغاني قصيرة يبدأ بها الرجال و ترددها النساء أو العكس ، ويتم تكرارها إلى أن  يفصل بينها مداخلات (الحُرفا) بإلقاء أبيات شعرية في (مشكار الشاي). وفيما يلي نماذج  من غناء مجلس الشاي :

(1)

دارفور أم القبايل أم وجيها ناير

حباب رفرف جناحو وجانا طاير

(2)

ناسكم خلاص شدوا

الخرطوم بخليها

ماشي الحجير دنقوا

(3)

 يا سجالة ما شفتو لي الغزالة

ام حاجباً  رهيف

هلال العيد في قبالا

(4)

الطاؤوس دلا الهلال الهلا

حبيبي مسافر انا ودعتك الله

(5)

يا غالي انت لعميري مالا هنت

البينا انتهي كل زول يشيل قسمتا

                                                                                                                     (6)

الجندي سبل لابس حرير مدبل

الله أكبر بسودانا ما بنقبل.